قد تبدو حقيقة إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص بمقدار صغير من الدم أمراً مثيراً للضحك وغير محتمل، ولكن هل تعلم أن هناك علوماً طبيعية وراء هذه الحقيقة؟
إليك السبب:
يمكن فصل الدم البشري إلى ثلاثة مكونات مختلفة من أجل إجراء عملية نقل الدم هي: الخلايا الحمراء، والصفائح الدموية، والبلازما. عندما تتبرع بدمك، فإنك تتبرع بالمكونات الثلاثة معاً. بعد أن يخضع دمك للتحليل والفحص، تُفصل مكونات الدم، وعندما يخضع المرضى لعملية نقل فإنهم يتلقون عدداً محدداً من الوحدات بناءً على خطورة الحالة.
يمكن أن تعالج هذه مكونات دمك الثلاثة المختلفة أمراضاً وحالات مرضية متنوعة. أما الجانب السلبي لهذا الأمر فيتمثل في العمر التخزيني القصير لهذه المكونات؛ ولذا يكون هناك ضرورة دائمة لحملات التبرع بالدم لإعادة تعويض المخزون. يمكن تخزين خلايا الدم الحمراء لمدة تصل إلى 35 يوماً، ويمكن تخزين البلازما لمدة تصل إلى عام، في حين يمكن تخزين الصفائح الدموية لمدة تصل إلى 7 أيام.
إن التبرع بالدم عملية آمنة تماماً؛ حيث تُستخدم إبرة معقمة مرة واحدة فقط لكل متبرع ثم يتم التخلص منها بعد ذلك. يخضع كل متبرع بالدم لاختبار بدني صغير يقوم فيه الطبيب بفحص درجة حرارة الجسم، وضغط الدم، والنبض، ومستوى الهيموجلوبين لضمان سلامة المتبرع أثناء سحب الدم. عادة تستغرق عملية التبرع بالدم أقل من 10-12 دقيقة تقريباً. ويستغرق الإجراء بالكامل، بداية من لحظة وصولك وحتى وقت خروجك ما يقرب من ساعة و15 دقيقة.
عندما تتبرع بدمك بكامل مكوناته، تُمنح الخلايا الحمراء لأحد المصابين بجروح، في حين تمنح الصفائح الدموية لأحد مرضى السرطان، أما البلازما فتمنح لأحد المصابين بحروق. فكر في التبرع بدمك في المرة القادمة التي تسمع فيها عن وجود حملة للتبرع بالدم؛ فإنقاذ حياة ثلاثة أشخاص مقابل مقدار صغير من دمك يبدو صفقة جيدة!